Powered By Blogger

ندوة أخبار الأدب فى ورشة الزيتون الثلاثاء, مايو 03, 2011

ندوة أخبار الأدب فى ورشة الزيتون

بقلم: سامية أبو زيد

فى الثامنة من مساء يوم الاثنين الموافق 2 مايو 2011 أقامت ورشة الزيتون ندوة حول جريدة أخبار الأدب بين الأمس واليوم، وقد شابت الجلسة حالة عامة من الإشفاق على مصير الجريدة وما قد يؤول إليه الحال، وذلك لاعتزاز الحضور بمكانة هذه الصحيفة ودورها فى حياة المثقف المصرى والعربى.

وقد بدأ الأستاذ شعبان يوسف الجلسة بكلمة أشار فيها لفضل أخبار الأدب على المشهد الثقافى، بل وأرخ للحياة الثقافية بما قبل ميلاد أخبار الأدب وبعده، وكانت حيثياته فى هذه الحفاوة بالجريدة أنها ذات رسالة، ومن خلال معاملاته مع الجريدة شهد لها بالبعد عن الديكتاتورية وبالحضور المتنوع على مدى الأجيال، كما أنها كانت ذات بعد سياسى فى أحوال عدة وذات طابع راديكالى، ولم ينف وجود بعض الشوائب بها ككل المؤسسات إلا أن الإيجابيات كانت تفوق السلبيات، فقد قدمت الجريدة ما لم تقدمه أية مطبوعة ثقافية أخرى وكان لها السبق فى كونها جريدة أسبوعية فتفوقت بذلك على مجلة كالهلال مثلا، وأشاد بدور الجريدة فى الاهتمام بكتاب الأقاليم وبالكتاب العرب وتقريب وجهات النظر، حتى برزت بعض الاضطرابات غير الملحوظة للقارئ العادى ولكنها لم تفت على متابعيها وذلك فى السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة. ثم كان ما كان وانهار أداء الجريدة بشكل حاد ومفاجئ برحيل الأستاذ جمال الغيطانى عن الجريدة وحلول كاتب من آخر الصفوف الخلفية محله مما اعتبره جريمة بحق الجريدة وبحق الثقافة العربية فى وقت نحن فيه فى أمس الحاجة لصوت المثقف، وضرب مثالا بالملف الذى نشرته الجريدة عن أحمد ابراهيم الفقيه والمعروفة صلته بنظام القذافى بل والمخابرات الليبية. وقد أدان الحركة الثقافية العامة واعتبرها متواطئة مع الجريمة التى تحدث فى الجريدة من استدعاء مصطفى عبد الله لشعراء مثل محمد أبو دومه وأحمد تيمور وهم من كتبوا مديحا لمبارك فيما سبق مما يعتبر نوعا من التضليل وهدما للحياة الثقافية وذلك ما حدا بالشاعر أن يناشد الضمير الثقافى للتحرك وإنقاذ الجريدة من المصير المتربص بها من انهيار أو اغلاق.


ثم أدلى الدكتور محمد ابراهيم طه الروائى المعروف بشهادته التى وصفها بالمحايدة بوصفه بعيدا عما يجرى فى أروقة الجريدة وبوصفه قارئا ومتابعا للجريدة منذ صدورها الأول، فكان أول ما سجله من تغير فى حال الجريدة أن الصفحات صارت مقتضبة وتفشى الاعلانات بها مقارنا بحالها الأول فى عهد الأستاذ الغيطانى حيث كانت تشبع احتياجات المثقفين بشكل أسبوعى وبالمفهوم المتكامل لمعنى الثقافة، وذلك لتعدد زوايا التناول الأدبى والثقافى الذى اتسمت به الجريدة، مذكرا الحضور بحرص الجريدة على الاهتمام بالفنون التشكيلية وضرب مثلا لهذا الاهتمام بحرصه قبل انتشار الانترنت على قص الأغلفة وجمعها لديه فى ألبوم يحتوى على اللوحات العالمية التى كانت تزين أعداد الجريدة. كما أثنى على تبويب الجريدة فى تلك الفترة، وأشار إلى سنة استنتها الجريدة عند قيامها باستضافة روائى على صفحاتها للحديث عن روايته، وهى قراءة العمل من قبل الصحفى قبل اجراء الحوار مع صاحب الرواية، مما زاد من الجرعة الأدبية فى تلك المحاورات مع إضافة التشويق للقارئ لاقتناء العمل والاطلاع عليه.

كما تحدث عن حاجة المثقف الذى لم تكن تكفيه صفحة أو اثنتان على أحسن الفروض فى صحيفة يومية، بعكس أخبار الأدب التى أشبعت احتياجات القارئ فى جرعات أسبوعية متوزانة متكاملة، فمكنته من متابعة القصة والرواية والترجمة وأخبار المنتديات الأدبية مثل ورشة الزيتون وساقية الصاوى وصولا إلى ندوات قصور الثقافة بالأقاليم. هذا إلى جانب احتوائها فى بعض الأحيان على معارك ثقافية ذات حضور جميل وضرب مثلا بمعركة الدكتور جابر عصفور والدكتور عبد العزيز حمودة، لذلك اعتبر أن على كل مهتم بالأدب أن يقتنيها.

ومن بين المآثر التى عددها الدكتور محمد ابراهيم طه واحتسبها لصالح الجريدة، متابعتها لظاهرة الانفجار الروائى ومساهمتها فى تقديم أسماء صار لها وزنها فى عالم الرواية مثل الدكتور علاء الأسوانى ومى خالد وميرال الطحاوى وغيرهم مما اعتبره رصدا جيدا لتلك الظاهرة.

وعن محتوى النصوص الأدبية المقدمة فى أخبار الأدب فقد أثنى على القصص التى كانت تنشر بها وأنها كانت تتمتع بثقته وفسر ذلك بوجود ما لا يقل عن عشرة من طاقم التحرير من كتاب الرواية مما جعل ذائقتهم عالية فى مجال القصة والنقد الأدبى، بعكس ملف الشعر الذى اعتبره ضعيفا.

كما لفت لدور الجريدة فى الاهتمام بقضية التصوف وآداب المتصوفة باعتبار أن الأستاذ الغيطانى نفسه من مريدى هذا اللون من الأدب، والذى شكل حائط صد لجمود الفكر السلفى ومتنفسا للأدباء بلا قيود تذكر. وقد وصف أداء الجريدة بالطفرة فيما يتعلق بمتابعتها للحدث الثقافى من الداخل بل وقبل حدوثه مما كان يشكل حافزا للأدباء للحرص على متابعتها، مثل معرفة المتقدمين لجوائز الدولة التشجيعية وما شابه من الجوائز وعدم الاكتفاء بمعرفة النتيجة النهائية، فكان القارئ يحيط بحجم التنافس على هذه الجائزة أو تلك، مما جعل منحنى الجريدة فى صعود متتال حتى بدأ منحنى الهبوط بعد اختفاء محمود الوردانى ثم مرض الغيطانى وأخيرا تركه لرئاسة التحرير  ليأتى مصطفى عبد الله فيغير شكل الجريدة بشكل كامل وتختفى المقالات النقدية والأبواب الرئيسية بل والكتاب ليحل محلهم من هم أقل احترافية وتقع الجريدة فى أخطاء مهنية لا تليق بها مثل نزول موضوعين على سبيل المثال لأسامة عرابى فى عدد واحد، فأين ذلك من أدائها السابق واختياراتها المذهلة للأعداد الخاصة مثل عدد السرير والحمام والحذاء الخ!؟


وبانتقال الكلمة لمحررى الجريدة اتخذت الندوة سمت الفضفضة وتعالت نبرة الأسى لحال أخبار الأدب وما آلت إليه فبدأ الأستاذ طارق الطاهر كلمته بوصف ما يحدث بأنه غياب للضمير الثقافى وخاصة بعدما محاولة مصطفى عبد الله وصم المحررين المستائين من انحدار مستوى الجريدة بأنهم من الثورة المضادة وهم من كانوا فى الميدان وهم الذين أصروا على الالتحام بالثوار وقت أن عارض هو ذلك بشدة، ويبدو ـ وهذه من عندى أنه كان يتحسس كرسيه ويخشى فقده لكن أدب الأستاذ طارق منعه من تجريح سيرة الرجل ـ وقد ركز فى كلامه على الصحيفة واسمها وما يليق بها، ولذا لم يكن مستغربا استياؤه البالغ من تهافت مصطفى عبد الله على الحصول على دعم مادى للجريدة والتى يرى الأستاذ طارق أنها ليست بحاجة فعلية لهذا الدعم، وأنها حيلة تصل إلى حد المؤامرة على الجريدة لتقويضها ليكون مصيرها مثل مجلات سبقتها مثل مجلة الكاتب وغيرها. ولم يتوان عن محاولات الوقيعة بين المحررين وبعضهم البعض بل ومطالبتهم بالسعى للحصول على إعلانات للجريدة وهو ما يتنافى مع مهامهم الصحفية والثقافية.

كما نفى الأستاذ طارق بشدة أن يظن بهم البعض أنهم تخلوا عن الجريدة، وأكد أنهم لم يتخذوا قرارهم بعدم المشاركة فى تحريرها إلا بعد خمسة وأربعين يوما من النضال فى سبيل الحفاظ على مستواها، فكان من بين تلك الصدامات الحادة أن مصطفى عبد الله كان يريد للعدد الصادر بعد جمعة الغضب أن يكون مضادا للثورة، ناهيك عن وضعه للموضوعات الأرشيفية فى المقدمة وتأخير الموضوعات الحيوية للصفحات المتوارية، فضلا عن محاولاته استخدام أسلوب الاغراءات الفردية للمحررين وانفراده بالرأى بعد أن كانوا يديرون الجريدة بشكل جماعى قبل مجيئه.

وفى معرض رده على كلمة الدكتور محمد ابراهيم طه عن العدد الأول لأخبار الأدب عام 1993 فقد ذكر له أن الإعداد لهذا العدد استمر عاما كاملا من 92 حتى 93 وأن التجويد يكون داخل الأبواب نفسها، كما كان للإبداع نصيب الأسد فى صفحات الجريدة، وبالنسبة للأخبار الثقافية فقد أشار للثقة التى كان يوليها إياهم الأستاذ جمال الغيطانى مما يفسر عدم احتياج الجريدة لتكذيب خبر ما إلا فيما ندر، وقد أرجع انهيار المستوى الحالى لها لهيمنة رئيس التحرير الجديد العاجز عن الاضطلاع بهذه المهمة.

أما الأستاذ حسن عبد الموجود فقد اضطر لإخراج بعض مما تحويه جعبته ويبدو أنه كثير الكثير ـ رغم حرصه على البعد عن التفاصيل الشخصية، لكن اتهامهم بأنهم من الثورة المضادة ومحاولة بث هذه الشائعة حولهم جعلته يبوح ببعض هذه التفاصيل، مثل تفسير مصطفى عبد الله للثورة فى بداياتها بالمد الشيعى الإيرانى وأسامة بن لادن!! كما أشار لأسلوبه المهين فى الكلام فيما يتعلق بالاعلانات والذى يصل إلى درجة الشحاذة وحرصه على استكتاب الشيخ فلان والشيخة علانة لأنهم سيأتون بفلوس للجريدة، وغير ذلك من التفاصيل التى تدخل فى باب الفضفضة ولا مجال لها هاهنا ولأنها ليست بخافية على أحد من الوسط الأدبى.

وعن كاتبة السطور، فقد أعلنت رأيى فى كلمة قصيرة حيث قلت ان الغلاف صدمنى إذ يشبه بقايا كنبة خالتى ام ستوتة التى فصلت منها جلبابا، فكان الغلاف هو صدمتى الأولى، لكى أصدم بعد ذلك بصفحة كاملة لرئيس التحرير الجديد وهو أمر جد منفر ويذكرنى بمحدثى النعمة، والأدهى من ذلك خلو أسلوبه من الجاذبية التى تجعله يفترس القارئ بصفحة كاملة من دره المنثور، وقد دللت على فشله ككاتب وكصحفى بضعف عناوينه الباهتة والتى لم ينطبع فى ذهنى أى منها.


وقد أبدى الأستاذ يسرى حسان دهشته من عدد الحضور رغم أنه لم يكن قليلا، بيد أنه ظن أن لحيوية الموضوع المطروح وأهميته دافعا لوجود أضعاف العدد الذى حضر وخاصة من الجريدة، لكنه استدرك الأمر والتمس لهم العذر بأنهم يوفرون طاقتهم ويحشدونها لمسيرة اليوم التالى التى ينظمونها. وقد بدأ كلامه بالحديث عن الجريدة ودورها فى الاهتمام بالأقاليم وكونها نافذة مهمة، والتساؤل عن مخرج من هذا المأزق والعودة بها لسالف ألقها. كما أعرب عن صدمته من تردى حال الجريدة وأن تسوء الأوضاع بعد الثورة على عكس ما هو مفترض، وقال انه لم يؤيد فى البداية فكرة انسحاب المحررين لما يعرفه من مثل متداول فى الجيش، وهو القائل بأن ساقية الجيش يدورها كلب، بمعنى يروح محرر يأتون بألف غيره، ولكنه عاد وأتم حديثه بأنه بعد أن رأى الاخراج السيء لها وعدم اهتمام المؤسسة بمطبوعتها الأدبية ألا مجال للتراجع عن هذا الانسحاب.

فكان رد الأستاذ طارق التأكيد على ما سبق وأن ذكره من محاولاتهم للمقاومة والحفاظ على جريدتهم إلا أنه كان هناك مخطط لاستبعادهم واتهامات جاهزة بتخوينهم والتآمر على افشال مهمة رئيس التحرير الجديد وذلك رغم وجود مادة العدد جاهزة، وزاد على ذلك بأن رئيس التحرير أخفى عنهم بعض مواد العدد.

وهنا تدخلت الأستاذة منصورة عز الدين بقولها انهم فعلوا كل ما يمكنهم لمقاومة سوء المادة المعروضة حرصا منهم على اسم الجريدة وكذلك على أسمائهم التى بنوها عبر السنين. فقد رفضت بحكم خبرتها الصحفية وبحكم دراستها أن يقترن اسمها بأخطاء بديهية فى عالم الصحافة مما حدا بها نحو رفض التوقيع على ملف ليبيا وخاصة بعد أن أخفى عنها باقى مواد الملف المذكور، هذا إلى جانب الخطأ المهنى فى الكلام عن رواية محمد سلماوى ومحاولته التزلف له بجعلها أى الرواية هى المحرض على الثورة وأنها فجرت الثورة والرواية لم تطبع بعد!!

وكان التساؤل الدائر هو كيفية الحفاظ على منبر كأخبار الأدب التى تجمع بين الثقافة والصحافة، وكيف السبيل إلى ذلك مع عدم وصول الثورة للاعلام حتى الآن؟ فما حدث هو مجرد تغيير للوجوه، فالحرية الحقيقية أن تنتقد الأوضاع الراهنة لا أن تنتقد وضعا زائلا.

وقد جاء كلام الأستاذ محمد شعير متمما لكلام سابقيه ومؤكدا على دور الجريدة فى توسيع مفهوم الثقافة، وأن ما يحدث هو تغييب لصوت المثقفين لصالح السلفيين فى وقت هو الأكثر حرجا واحتياجا لصوت المثقف وضرب لذلك مثلا بالدستور. أما الشاعر أشرف يوسف فقد برر استمراره فى متابعة الجريدة وشرائها لا لشيء إلا الرصد وملاحظة التدهور الذى أصابها واختفاء الجانب الطليعى منها.

وفى نهاية الندوة أعلن المشاركون عن تضامنهم مع المحررين المضربين وضم أصواتهم للموقعين على البيان المطالب بتغيير رئيس التحرير لعدم كفاءته المهنية مما يشكل خطرا على أداء جريدة فريدة ورائدة.






















































0 التعليقات: