Powered By Blogger

تجربتى مع الانتحار الأربعاء, أكتوبر 22, 2008

تجربتى مع الانتحار
أجل يا أبنائى الأعزاء، لا تندهشوا.
أمكم التى تظنونها حكيمة حاولت الانتحار عدة مرات.
ورأيت أن أنقل لكم خبرتى بعد التصريحات المقلقة التى أطلقها بعضكم حول هذه الرغبة.
عزيزى وعزيزتى، لماذا يقدم المنتحر على هذه الفعلة؟
الإجابة سهلة وجاهزة، لأنه يائس من الحياة ويكرهها.
فإذا قال لك هذا فارمه بالكذب.
فالمنتحر لا ينتحر لأنه يكره الحياة، بل لأنه يحبها،
يحبها بشدة ويخاف الموت بشكل أشد،
ولكنه لشدة حبه للحياة يتدلل عليها، كطفل مشاغب يحاول أن يغيظ أمه التى لم تعطه كل ما يريد،
فيرتمى فى أحضان الموت.
وإذا فالمنتحر يفعل ذلك لفرط حبه للحياة التى لا تريد أن تتشكل وفق هواه،
لا يريد منها إلا كل خيراتها وإلا فسأهجرك أيتها الحياة.
وتبقى هى تضحك على غبائه كما ضحكت على غبائى يوما ما.
ولكن عناية الله أدركتنى وجعلتنى أرى غبائى وأحتقر ذكائى.
أتدرون كيف؟ وعلى يد من؟صرصور... أجل صرصور.
فبعد جرعة ثقيلة من الأدوية فى آخر محاولة لى من محاولات الانتحار المتعددة خلال أسبوع واحد؛ وعقب عملية مؤلمة من غسيل المعدة أعقبها تهديد من طبيب الإسعاف بعمل محضر وتحويلى إلى النيابة للتحقيق،
وقفت والإعياء يهدنى هدا ويطوينى طيا فى ظلمات عقلية وبدنية، أغسل آثار القيء عن وجهى .
وحينئذ لمحته، أى الصرصور وهو يجرى هنا وهناك فى أرض الحمام.
لكم أكره الحشرات ، لكم أكره الصراصير. سأقتله بوطأة قدم واحدة أسحقه وأتخلص من منظره البشع، فمددت قدمى كى أدوسه، ففر بسرعة، لاحقته يمينا ويسارا. أصبح كل هدفى فى تلك اللحظة أن أقتله، أطارده ويفر منى، ويستبد العناد بى والإصرار على قتله، نسيت التعب ونسيت رجفة الإعياء وأنا أطارده حتى لحقت به، وقتلته.
بعد أن سمعت صوت قشرته الضعيفة وهى تتكسر نظرت إلى جثته على الرغم ما تثيره فى النفس من غثيان.
تأملته وقلت لنفسى هل يعقل ذلك؟
كيف؟ كيف؟ ألف كيف رنت فى رأسى.
وتعالت نبرة السؤال فى نفسى تتهمنى، كيف تظنين بنفسك الذكاء يا هذه وأنت لا تدركين قيمة الحياة؟
كيف لا تدركين قيمة الحياة التى أدركتها حشرة ضئيلة، بقاياها عالقة بقعر مداسك؟
عندئذ أدركت أن الله أرسل هذه الحشرة كى ينقذنى من شيطان نفسى الذى استولى على. فكيف بالله عليكم أكون أقل إدراكا لقيمة الحياة وأقل صبرا عليها من حشرة؟!!

4 التعليقات:

Rana Ali يقول...

كثيرا ما ابهجتنى حروفك وامتعتنى وكثيرا مااحزنتنى
ولكن اليوم
حروفك لها مذاق خاص

طع المرارة فى حلقى يا أمى
لاأعلم لما ؟
هل لأنك البطلة/الضحية
او لانك الناصحة/الأم ؟؟
او لانك لمستى وترا ما فى قلبى ؟


اشكر هذا الصوصور الذى اعادك للحياة
ولى

معارق امنياتىبالسعادة والتوفيق

ســـــــهــــــــــر يقول...

فالمنتحر لا ينتحر لأنه يكره الحياة، بل لأنه يحبها،
يحبها بشدة ويخاف الموت بشكل أشد،
ولكنه لشدة حبه للحياة يتدلل عليها، كطفل مشاغب يحاول أن يغيظ أمه التى لم تعطه كل ما يريد،
فيرتمى فى أحضان الموت.
وإذا فالمنتحر يفعل ذلك لفرط حبه للحياة التى لا تريد أن تتشكل وفق هواه،
******************************

الحكمه لا تلغى لحظات الضعف الانسانى هذه حقيقه

و ها انت بسطورك المقتبسه عاليا قد اودعتى فى مظهر الضعف .. حكمه
اتفق معك فيها و لا اتفق مع الاتجاه العام للانتحار
فان كانت لحظة الضعف هى لحظة دلال من الطرف المحب للدنيا و الغاضب عليها فعليه ان يدير ظهره قليلا من ثم يعاود مباغتتها

سيبك م الكلام ده كله دى ميول فايتر مش اكتر


المهم باه انى وحشنى اقرالك و كتر خيرها مدونة ساره اللى جابتنى هنا تانى

Unknown يقول...

الحب الحب ♥

سامية أبو زيد يقول...

الشوق الشةق