Powered By Blogger

قبل أن يقفز الأرنب الجائع الأربعاء, أبريل 04, 2012


قبل أن يقفز الأرنب الجائع
بقلم: سامية أبو زيد
كانا يحتفلان بعيد زواجهما، ولم يلتفتا لنشرة الأخبار التى تحكى عن المزيد من الجنون، فلا شأن لهما بهذا الجنون، فهى عازفة تشيللو وهو مدرس لغة انجليزية بإحدى المدارس الثانوية بمدينة نيوأورليانز. وبعد تمام احتفالهما بذكرى زواجهما السعيد كما ينبغى لأى عاشقين، استيقظا ليمضى كل منهما إلى عمله، ولأن بروفاتها تتأخر، فهو يقطع الوقت بلعب الشطرنج مما جعله يغلق هاتفه حتى ينتهى من المباراة وحتى تنتهى هى من بروفتها، وحين يفتح الهاتف يفاجأ بعدة مكالمات منها لم يتم الرد عليها وليجدها فى المستشفى محطمة ومشوهة بعد تعرضها لحادث اغتصاب بشع.
وهنا نقطة التحول الدرامى، إذ يجد من يقترب منه ويواسيه ويعرض عليه خدماته دون مقابل، وبالاستفسار عن نوع الخدمة يعرف أنه القصاص بالقتل، وذلك لأن الفاعل سبق له ارتكاب هذه الجريمة ولم يتب، وأن المدينة تغرق فى الفوضى لبطء العدالة وكذلك لعدم ردعية القصاص، وبعد تردد يوافق على أن يتولى ذلك المجهول القصاص لزوجته فى مقابل خدمة مثل إرسال بريد أو إجراء مكالمة، ولن تتم المطالبة بهذه الخدمة فى حينها، بل حين يكون مؤهلا لذلك بعد أن يتعافى الزوج والزوجة من ملمتهما.
أما الزوجة فتخرج من المستشفى وهى فى حالة من الذعر والوسواس إلى درجة أنها تذهب لتلقى دروس فى الرماية وتقتنى سلاحا دون علم زوجها، وبالفعل تصله أى الزوج صورة المغتصب وهو مقتول ومعها السلسلة التى كان قد انتزعها من رقبة الزوجة أثناء اغتصابه لها.
وبعد ستة أشهر يستحق الدين الذى فى عنق الزوج لسيمون الذى خلصه من مغتصب زوجته، وبعد سلسلة من الأوامر الغريبة مثل التوجه فى موعد محدد لصندوق بريد وخلافه، يعلم أن مهمته الحقيقية هى الاقتصاص من مغتصب للأطفال بقتله، ولكنه يتردد فى التنفيذ لأن القتل ليس من طبيعته بل ويندم على التعاون مع سيمون، إلا أن سيمون يبدأ فى تهديده بقتل زوجته لو لم يسدد دينه ألا وهو قتل الرجل المطلوب.
إلى هنا ولا يعنينى بقية الفيلم والذى يحمل عنوان البحث عن العدالة Seeking Justice للمثل الأمريكى الشهير نيكولاس كيج وهو من انتاج 2011، وكذلك لا أود أن أحرق بقية الأحداث لمن يرغب فى مشاهدة الفيلم. ما يعنينى هاهنا هو أهالى الشهداء الذين توعدوا بالقصاص لأبنائهم من القتلة لو لم ينصفهم القضاء، وخاصة فى مدينة السويس.
وها نحن نرى مهرجان البراءة الذى يظلل القتلة ليكوى صدور الثكالى من الآباء والأمهات والإخوة المكلومين بفقد أحبتهم منذ اندلاع الثورة وحتى يومنا هذا، ونسمع الوعيد من أهالى هؤلاء الشهداء ونتجاهل الخطر المحدق بالبلاد، فليست كل نفس بقادرة على القتل حتى ولو كان للثأر، فتباطؤ العدالة يزيد الأرنب جوعا نحو القفز باتجاه القصاص وليكن ما يكون.
المجتمع المصرى فى خطر لو بدأ الناس فى القصاص بأنفسهم، لأن من يقتل تتشوه نفسيته إلى الأبد، فهل من مدكر؟
أيها القضاء المصرى أفق، فمستقبل البلاد أمانة فى يديك، قبل أن يأتى يوم وتصلك رسالة تقول الأرنب الجائع يقفز.
The hungry rabbit jumps… humanity, reason, and justice.
الإنسانية والعقل والعدالة تستوجب القصاص العادل الناجز.

0 التعليقات: