
المتابعونالمصحف المرتلأستاذة.. سامية أبو زيد![]()
أديبة فى دروب المعرفة
على عصا العلم تتوكأ.. وكلما قطعت دربا ازددت حيرة.. فلا من الأدب ارتويت ولا من العلم اكتفيت. مواقع تهمنيفضفضةالزوارأصدقائي
هع مين هناكساعة الحظ |

سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
سامية أبو زيد
زهايمر | السبت, أغسطس 09, 2008 |
Filed under:
|
زهايمر
بقلم: سامية أبو زيد
لا أدرى لماذا تذكرته فجأة؟
بقلم: سامية أبو زيد
لا أدرى لماذا تذكرته فجأة؟
بل لعلنى أدرى وأخجل من الاعتراف بالسبب.
أمسكت بهاتفى المحمول وتوقفت أمام اسمه ريثما أتمالك نفسى ولكى أتحرر قليلا من غلواء تلك الانفعالات التى أصابتنى.
فلبرهة من الزمن انقبض صدرى وتخيلت تلك الجنازة ولا أحد فيها،
فلبرهة من الزمن انقبض صدرى وتخيلت تلك الجنازة ولا أحد فيها،
حتى أنا لم أحضرها،
كانت أشبه بالرؤيا التى جمعت بين شريط ذكريات وشريط لمواقف كثيرة قادمة، ففزعت.
فى كل مرة نفس الحوار بنفس المفردات تقريبا لم تتغير منذ قرابة الربع القرن،
فى كل مرة نفس الحوار بنفس المفردات تقريبا لم تتغير منذ قرابة الربع القرن،
وأقفل الخط وأنا أتميز غيظا بعد أن كاد الصبر أن ينضب لولا الحياء الذى يمنعنى من الانفجار أو تجاهل المكالمة.
أما هذه المرة فلم يأتنى الاتصال،
أما هذه المرة فلم يأتنى الاتصال،
وبعد أن حمدت الله أنه لم يأت، ولأمر غير مفهوم استعدت الحوار المكرر وكأننى أعاقب نفسى أو كأننى مدمن يفتقد الجرعة، بيد أن الشريط تداخل مع شريط آخر غير ذلك الذى اعتدته، شريط لذكريات لم تحدث بعد، فتراءت أمامى الجنازة الخاوية، ونعى صغير فى صفحة وفيات من جريدة قديمة، تقع عليه عينى وأنا ألمع الزجاج بتلك الصفحة، ثم ندم هائل يعتصر قلبى بعد زوال الصدمة.
لا، لن أدع فرصة للندم، فلن يفرغ الصبر أبدا، بل لن أتركه يفرغ، فلن أحتمل طعم الندم أو الشعور بالتقصير حيث لا ينفع الندم، ورنت فى أذنى كلمة أمى وأنا أضغط الرقم ’’ من لا يبك على وأنا حية فليوفر دموعه ساعة الممات‘‘.
وانتظرت على الهاتف واللهفة تزداد بداخلى والانقباض تلفحنى أنفاسه الثقيلة كوحش يعتصر فؤادى، يا له من انتظار غير محتمل.
فكلما مرت الثوانى، كلما علت نبرة التقريع فى أعماقى، ومع كل ذكرى طيبة أحملها له يتصاعد الخوف من الندم، حتى صارت المواقف التى آزرنى فيها ووقف إلى جانبى تتلاحق كالوميض الباهر كتلك التى تستخدم فى غرفة التحقيق مع المذنبين. تضرعت إلى الله عندئذ ألا يكون الأوان قد فات.
يا الله! لماذا لا يرد؟ سترك يا إلهى. يالها من ثوان ثقيلة كالدهر تعتصرنى، وتأهبت بالفعل لتلقى جزائى من الحسرة والندم الأبدى لولا فرج الله، فقد سمعت صوته أخيرا.
ألو؟! أستاذى العزيز؟ كيف حالك؟
...
أعتذر عن تلك الغيبة ولا عذر لى.
...
أجل كلنا بخير.
...
الأولاد بخير.
...
زوجى؟ لقد وجد عملا بفضل الله.
....
أنا بخير يا دكتور لا تقلق.
...
الولد الأصغر فى الجامعة الآن والبنت تتأهب لعرسها، وسوف نمر لنأخذك ليلتها.
....
لا، لم أنجب غيرهما.
......
زهير وعلياء.
.......
أجل، عدت لعملى فقد انتهت إجازة الوضع منذ فترة طويلة.
...
مع السلامة ولاتحرمنا من دعواتك ونصائحك الغالية.
http://www.alarab.co.uk/Previouspage.../09-08/w27.pdf
لا، لن أدع فرصة للندم، فلن يفرغ الصبر أبدا، بل لن أتركه يفرغ، فلن أحتمل طعم الندم أو الشعور بالتقصير حيث لا ينفع الندم، ورنت فى أذنى كلمة أمى وأنا أضغط الرقم ’’ من لا يبك على وأنا حية فليوفر دموعه ساعة الممات‘‘.
وانتظرت على الهاتف واللهفة تزداد بداخلى والانقباض تلفحنى أنفاسه الثقيلة كوحش يعتصر فؤادى، يا له من انتظار غير محتمل.
فكلما مرت الثوانى، كلما علت نبرة التقريع فى أعماقى، ومع كل ذكرى طيبة أحملها له يتصاعد الخوف من الندم، حتى صارت المواقف التى آزرنى فيها ووقف إلى جانبى تتلاحق كالوميض الباهر كتلك التى تستخدم فى غرفة التحقيق مع المذنبين. تضرعت إلى الله عندئذ ألا يكون الأوان قد فات.
يا الله! لماذا لا يرد؟ سترك يا إلهى. يالها من ثوان ثقيلة كالدهر تعتصرنى، وتأهبت بالفعل لتلقى جزائى من الحسرة والندم الأبدى لولا فرج الله، فقد سمعت صوته أخيرا.
ألو؟! أستاذى العزيز؟ كيف حالك؟
...
أعتذر عن تلك الغيبة ولا عذر لى.
...
أجل كلنا بخير.
...
الأولاد بخير.
...
زوجى؟ لقد وجد عملا بفضل الله.
....
أنا بخير يا دكتور لا تقلق.
...
الولد الأصغر فى الجامعة الآن والبنت تتأهب لعرسها، وسوف نمر لنأخذك ليلتها.
....
لا، لم أنجب غيرهما.
......
زهير وعلياء.
.......
أجل، عدت لعملى فقد انتهت إجازة الوضع منذ فترة طويلة.
...
مع السلامة ولاتحرمنا من دعواتك ونصائحك الغالية.
http://www.alarab.co.uk/Previouspage.../09-08/w27.pdf
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

© 2008 سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
Design by Templates4all
Converted to Blogger Template by BloggerTricks.com
1 التعليقات:
جميلة
شكرا على المدونة الجميلة ...
إرسال تعليق