
المتابعونالمصحف المرتلأستاذة.. سامية أبو زيد![]()
أديبة فى دروب المعرفة
على عصا العلم تتوكأ.. وكلما قطعت دربا ازددت حيرة.. فلا من الأدب ارتويت ولا من العلم اكتفيت. مواقع تهمنيفضفضةالزوارأصدقائي
هع مين هناكساعة الحظ |

سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
سامية أبو زيد
أن تكون قويا | الثلاثاء, يوليو 22, 2008 |
Filed under:
|
أن تكون قويا
هو سؤال مطروح منذ الأزل، بصور عدة وفى صيغ متنوعة وكلها تصب فى معنى واحد وهو معنى القوة، وقد ألح هذا التساؤل على الأذهان عقب سلسلة من الكوارث الطبيعية التى ضربت بلادا شتى منها الفقير ومنها الغنى، ومنها النامى ومنها من يتربع على قمة العالم بعلمه وثروته وسلاحه مثل الولايات المتحدة الأمريكية... ترى هل يمكن اعتبار دولة مثل باكستان دولة قوية؟ وذلك لمجرد امتلاكها أسلحة نووية؟ مما يعنى بالضرور امتلاكها للعلوم المتقدمة وللعقول الزاخرة بما أفاء الله عليها من العلم! هل كانت الحكومة الباكستانية على حق فى تسخير جل إمكانياتها المادية والعلمية للحاق بالركب النووى، وذلك فى الوقت الذى تعانى فيه طوائف كثيرة من الشعب من الحرمان؟
وبالعودة إلى الولايات المتحدة نتساءل مرة أخرى عن معنى قوتها وجدواها، وهذا السؤال يدور فى أذهان الشعب الأمريكى منذ أن ألمت به كارثة غير طبيعية وهى سقوط برجى التجارة فى عمل قيل إنه عمل إرهابى من خارج البلاد وقد استهدف أمنها، فكان السؤال حول جدوى أجهزة استخباراتها التى كانت ترهب بها العالم، وأنها تستطيع الوصول إلى مخادعنا والنظر تحت ثيابنا لو شاءت، ثم عاد للبروز أى التساؤل عقب كارثة طبيعية تدعى كاترينا، عن جدوى المراصد والأقمار الصناعية والداتا والناسا وكاترينا تبتلع الناس؟!!!
وقبل هذا وذاك اهتزت فرنسا من سخط الشعب على الحكومة وعلى وزارة الصحة بشكل خاص عندما ’’فطس‘‘ بعض المواطنين من الحر وقضوا نحبهم فى الموجة الحارة التى اجتاحت جنوب البلاد، واتهمت الحكومة بالتقصير فى مواجهة تلك الموجة والتحسب لها...
وإذا، فالكوارث الطبيعية ما تزال هى العدو الأول للإنسان والبلاء الحقيقى، وبما أنها واقعة لا محالة، فعلى العلماء أن يستثمروا علومهم فى تطوير وسائل الإغاثة بدلا من الحرص على تطوير صواريخ تعبر نصف الأرض لتدمرها...
متى تعى الحكومات أن العلم ثروة يجب علينا أن نحسن إنفاقها واستثمارها، فكما تستثمر أموالك فى تشييد مصنع، تستطيع استثمارها فى تجارة المخدرات، فهل يستوى هذا بذاك؟!
وبالتالى علينا أن نلتفت لحاجاتنا الحقيقية لا حاجاتنا التى يزينها لنا الطمع وحب التسلط على الآخرين، وبدلا من الانشغال بالتأهب لغزو الكائنات الفضائية فلنلتفت لغزو الكائنات الدقيقة، فحياتنا مهددة، وكلما صغر حجم الغازى ازدادت خطورته، فالكائنات الحية فى صراع مع الحشرات والآفات التى تتكاثر بشكل ينذر بالفناء، مثل هجمات الجراد والنمل الأبيض وإيدز النخيل إلخ.. وعودة الأمراض التى ظن الإنسان أنه قد قضى عليها وظهور غيرها مما استجد، من أول الإيدز ومرورا بالحمى القلاعية وجنون البقر وانتهاء بأنفلونزا الطيور.
الجوع الشامل يتهددنا لا الدمار الشامل، فيا علماء الأرض اتحدوا ويا ضمائرهم استيقظى.
جريدة الأخبار ـ مساحة للرأى
الصفحة الرابعة عشرة ـ 28 أكتوبر 2005
http://www.elakhbar.org.eg/issues/16698/0502.html

© 2008 سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
Design by Templates4all
Converted to Blogger Template by BloggerTricks.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق