
المتابعونالمصحف المرتلأستاذة.. سامية أبو زيد![]()
أديبة فى دروب المعرفة
على عصا العلم تتوكأ.. وكلما قطعت دربا ازددت حيرة.. فلا من الأدب ارتويت ولا من العلم اكتفيت. مواقع تهمنيفضفضةالزوارأصدقائي
هع مين هناكساعة الحظ |

سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
سامية أبو زيد
المهرج | الثلاثاء, مايو 13, 2008 |
Filed under:
|


علت الموسيقى الصاخبة، وأظلمت الحلبة إلا من بقعة ضوء تتحرك بجنون يواكب صخب الموسيقى المنطلقة من الركن المظلم، لتستقر عند المدخل. ها هو، ذلك الذى يضحكهم كثيرا حتى تدمع عيونهم، وحتى تشرق الأطفال بحبات الفيشار ورقائق البطاطس.وقف وسط الحلبة بهيئته الزرية التى تتمثل فى حلة متنافرة الألوان مليئة بالرقع، وعلى وجهه المساحيق الصارخة التى يرسم بها عينا تبكى وعينا تبتسم، وحول شفتيه فم بالغ الضخامة مبتسم.وقف ونظر للجماهير التى تنتظر منه الجديد. أين الجديد؟ لا جديد.مشى يمينا ويسارا وهو يعرج، فلم يضحك أحد.تعثر فى مشيته وانكفأ على وجهه، ولم يضحك أحد.رقص وغنى وقفز فى الهواء..... ولم يضحك أحد.وقف وسط الحلبة وقد أعيته الحيلة واعترته الحيرة، ثم تناول منديلا كبيرا أخرجه من جيبه، وبه تعلقت عيون الناس، فى رحلته من جيبه إلى يده التى ارتفعت به نحو وجهه.وأخذ يجفف العرق المتصبب منه لايدرى من أين ولماذا هو غزير بهذه الصورة.وحين مسح عينه اليمنى بالمنديل مسح المساحيق التى تزينها، فظهرت للناس بحزنها وألمها الدفين، وضحك الناس.ثم مسح عينه اليسرى فأزال اطلاء عنها، فظهرت لهم بغضبها المكبوت، وضحك الناس والأطفال.وانتبه لما يحدث، فأخذ يزيل الطلاء والمساحيق عن وجهه وهو يقول لنفسه: اضحكوا اضحكوا اكثر وأعلى.ومسح الابتسامة العملاقة عن فمه وسط ضحكاتهم المتعالية.وأخذ يمسح ويمسح، ويزيل الطبقات كلها حتى انكشف لهم وجهه. وجه مليء بتجاعيد حفرها الزمن المهموم، ولكنهم استمروا بالضحك الصاخب المجنون.وبدأ يقشر جلده عن وجهه، وانكشف اللحم بحمرته المرعبة، ولكنهم ظلوا يضحكون.أزال اللحم عن العظم وانكشفت جمجمته فتعالت الضحكات بشكل لم يطق معه احتمالا، حاول سد أذنيه بيديه، فوجد محلهما ثقبين، ونفذ الصوت إلى داخل جمجمته عبر يديه التى زال عنها اللحم هى الأخرى.عندئذ فقط ... انطفأت الأضواء وسكتت الموسيقى الصاخبة، وبقيت أصداء الضحكات تملأ المكان.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

© 2008 سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
Design by Templates4all
Converted to Blogger Template by BloggerTricks.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق