
المتابعونالمصحف المرتلأستاذة.. سامية أبو زيد![]()
أديبة فى دروب المعرفة
على عصا العلم تتوكأ.. وكلما قطعت دربا ازددت حيرة.. فلا من الأدب ارتويت ولا من العلم اكتفيت. مواقع تهمنيفضفضةالزوارأصدقائي
هع مين هناكساعة الحظ |

سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
سامية أبو زيد
حكاية الرفيق عامر | الجمعة, أبريل 18, 2008 |
Filed under:
|

لاحظت فى سيرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بقلم ابنته د. هدى، تركيزها المفرط على صورة الرجل الخارق والمفكر الأوحد، فمع الأسف هذا هو شأننا عند النظر للتاريخ، لقد كانت مصر حبلى بالثورة فى تلك الفترة ومن قبلها، ويشهد على ذلك تقرير الرفيق عامر المكتوب عقب حريق القاهرة بعنوان ’’ثورة 1952‘‘ والمعروف باسم تقرير عامر، وتبدأ حكاية تقرير الرفيق عامر كما يلى:قبل حريق القاهرة فى اجتماع مع الطلبة والعمال المسئول عنهم بصفته عضو لجنة منطقة القاهرة بالحزب الشيوعى المصرى، طالب عامر بأن يدعوا لإسقاط النظام الملكى ويعملوا على تكوين جبهة ديموقراطية مع كافة القوى الثورية التى تتبنى هذا المطلب، وتدعو لإقامة ’’جمهورية ديموقراطية‘‘ تقود النضال المسلح ضد الاحتلال البريطانى.فأوقفته قيادة الحزب وسحبت مسئولياته عن هؤلاء الطلبة والعمال حيث كانت ترى الاكتفاء بالمطالبة بإسقاط حافظ عفيفى رئيس الديوان الملكى، الذى كان تعيينه فى هذا المنصب مدعاة لهياج الرأى العام، لأنه كان مفهوما أن المقصود من تعيينه هو التآمر وإسقاط حكومة الوفد التى كانت تسمح بقسط وافر من الحرية للحركة الوطنية، بما فى ذلك حركة الفدائيين للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال البريطانى.وبعد انفجار السخط الشعبى يوم 26 يناير سنة 1952، بعد قصف الجيش البريطانى لمحافظة الإسماعيلية بدعوى أنها تسهل نشاط حركة الفدائيين. فكانت بداية الانفجار الثورى فى القاهرة من جانب قوات بلوكات النظام المجاورة لجامعة القاهرة والتى كانت مخصصة لمواجهة مظاهرات الطلبة! فإذا بهذه القوات تخرج من معسكراتها بقيادة أحد ضباطها منددة بالاحتلال البريطانى والمتآمرين معه وعلى رأسهم القصر الملكى. لتتجه بعد ذلك مظاهرة بلوكات النظام نحو الجامعة حيث انضم إليها الطلبة، لتسير بعدها المظاهرة متوجهة إلى شارع القصر العينى حيث انضم إليها طلبة كليتى الطب ودار العلوم، ومن ثم اتجهت إلى عابدين فتصدى لها مأمور قسم عابدين محاولا منعهم من الاتجاه إلى ساحة القصر الملكى، حيث كان الملك قد دعا ضباط الجيش إلى مشاركته الاحتفال بمرور أسبوع على ميلاد ولى عهده أحمد فؤاد الثانى!!واندلعت الحرائق فى كافة أنحاء العاصمة وخاصة منطقة وسط البلد حيث تم إحراق فندق شبرد بشارع ابراهيم (الجمهورية حاليا) وكازينو بديعة الذى كان فى ميدان الأوبرا وغيرهما من المحلات الكبرى الرئيسية بتلك المنطقة.وكان الملك ووزير الدفاع حيدر باشا يرفضان الاستجابة لتوسلات وزير الداخلية فؤاد سراج الدين ـ بإنزال الجيش لفرض النظام فى العاصمة، ولم يتم الاستجابة لهذا المطلب إلا بعد الخامسة مساء حيث تم إحراق كثير من المحلات ونهبها، وبعدها أعلنت حكومة الوفد الأحكام العرفية فرد الملك بإقالة حكومة الوفد وتكليف على ماهر بتشكيل وزارة جديدة. وشرعت الحكومة الجديدة فور تشكيلها بإلقاء القبض على العناصر الوطنية من كافة الأحزاب والاتجاهات، ومن بينها ’’زهير شاكر‘‘ الطالب بكلية الهندسة وشقيق الرفيق عامر، مما حدا ببعض الطلبة الذين كانوا يعملون فى الحزب بقيادة الرفيق عامر وهم من أبناء الصعيد بنصحه بالتوجه معه إلى مدينة ملوى بمحافظة المنيا لتجنب القبض عليه هو الآخر، وخاصة أنه لم يكن معروفا فى تلك الفترة إلى من سوف يتم توجيه الاتهام بإحراق القاهرة.وقد استجاب عامر لهذه النصيحة وتوجه إلى ملوى ومعه اثنان من النشطين فى الحزب وهما، أسعد نديم وجمال عبد الملك غرسة، وهناك شرع عامر فى كتابة تقريره بعنوان ’’ثورة سنة 1952‘‘، الذى اتهم فيه قيادة الحزب الشيوعى بالتقصير فى الإعداد لمواجهة الانفجار الثورى الذى كان متوقعا لدى كل من له بصيرة سياسية ويحسن قراءة مجرى الأحداث فى مصر، وقد وقع هذا الانفجار بالفعل فى 26 يناير ولم تكن هناك قيادة سياسية منظمة لهذا الانفجار، وهى الجبهة الديموقراطية التى كان عامر يطالب بتكوينها والتى كان عليها أن تطالب الجماهير بالاستيلاء على مقار الحكم وخاصة أقسام الشرطة، فظلت الساحة خالية للمخربين ومشعلى الحرائق وناهبى المحلات.وقد انتهى من كتابة هذا التقرير فى مارس 1952 وسلمه لقيادة الحزب التى كانت على اتصال بعناصر الحزب المختبئة فى الصعيد.وكان مما دعا إليه عامر فى ختام تقريره ـ عقد مؤتمر للحزب لمناقشة ما تضمنه هذا التقرير.وبعد أن تم إعلان توجيه الاتهام إلى أحمد حسين ـ رئيس الحزب الاشتراكى ـ بالمسئولية عن حريق القاهرة، واطمئنان الشيوعيين إلى أنهم لن يكونوا هم المتهمين بهذا العمل، عاد عامر إلى القاهرة حيث عاود الاتصال بقيادة الحزب، وهناك سأله مسئول الحزب الذى التقى به عم إذا كان يتوقع أن يوافق الرفيق خالد (سكرتيرعام الحزب) على ما جاء فى تقريره؟ فأجابه عامر بأنه يعتبر الرفيق خالد المسئول الأول عن التقصير، فكان رد المسئول حينئذ بأن هذا يعنى نهاية علاقة عامر بالحزب.ثم بلغ عامرا بعد ذلك أن الرفيق خالد قد ألف كتابا بعنوان ’’احذروا الانتهازية اليسارية‘‘ لم يطلع عليه عامر، ولكنه علم أنه يدور كله حول إدانة عامر وتقريره، ويتهمه فى الكتاب بأنه كان يدعو إلى المغامرة بمصير الحزب والشعب!!ومن العجيب أنه بعد قيام ثورة يوليو العسكرية سنة 1952 كان الحزب الشيوعى يصدر منشورات تقول إن أعضاء الحزب من الطلبة والعمال هم الذين كانوا يقودون المظاهرات المنادية بسقوط الملك والنظام الملكى. وهو عين ما كان ينادى به الرفيق عامر ورفضته قيادة الحزب فى حينه. وهكذا نرى أن البلد كانت حبلى بالثورة وكان الكل يسعى للخلاص من هذا الوضع كل بطريقته وفى اتجاهه، مما يذكرنى بسقوط الشجرة عقب ضربة أخيرة لعلها ليست الأقوى ولكنها الأبقى فى الذاكرة.
*الرفيق عامر: عبد الرحمن شاكر الكاتب الصحفى والمناضل السياسى
*الرفيق خالد: د. محمد فؤاد مرسى أستاذ الاقتصاد بجامعة الأسكندرية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

© 2008 سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
Design by Templates4all
Converted to Blogger Template by BloggerTricks.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق