المتابعونالمصحف المرتلأستاذة.. سامية أبو زيد
أديبة فى دروب المعرفة
على عصا العلم تتوكأ.. وكلما قطعت دربا ازددت حيرة.. فلا من الأدب ارتويت ولا من العلم اكتفيت. مواقع تهمنيفضفضةالزوارأصدقائي
هع مين هناكساعة الحظ |
سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
سامية أبو زيد
دار.. وثلاثة إصدارات | الجمعة, أبريل 17, 2009 |
Filed under:
|
دار... وثلاثة إصدارات
للصحافة سحرها ورونقها الخاص، ولكلمة صحفى بريق يلتمع فى الأذهان بشكل أقرب إلى الرومانسية، لذا لم يكن مستغربا أن يسير على درب صاحب ’’الأفيال‘‘ و’’زينب والعرش‘‘ ـ الراحل فتحى غانم ـ كتاب غيره قبله وبعده، وألا يقتصر سحرها على مصر والعالم العربى؛ فمن ذا الذى ينسى الفيلم الشهير ’’كل رجال الرئيس‘‘ والذى تناول رحلة الكشف عن فضيحة ’’ووترجيت‘‘ التى كانت سببا فى خروج ’’نيكسون‘‘ من البيت الأبيض بعار أسود؟!
ولعل هذا الفيلم وما لف لفه من الأعمال الدرامية قد ساهم بشكل كبير فى رسم الصورة الحالمة للصحفى المناضل والباحث عن الحقيقة، ويبقى السؤال ـ لماذا فتحى غانم تحديدا؟ ألأنه كسر هذا النمط البراق بالكشف عن دهاليز الصحافة وما يدور بأروقتها؟
يجيبنا عن هذا التساؤل الكاتب ’’محمد غزلان‘‘ فى مقدمة روياته ’’الواطى‘‘ حيث يقول فى الإهداء:
’’إلى روح الصحفى والروائى فتحى غانم صاحب رواية ’’زينب والعرش‘‘ ... وإلى الزملاء الذين عانوا وصمدوا وقاوموا ولم ينحنوا فى بلاط صاحبة الجلالة.‘‘
انتهى الاقتباس ولم ينته العجب من تصدر ثلاثة عناوين ـ هذا واحد منها ـ لثلاثة كتاب اثنان منهم من الشباب وتدور كلها فى أروقة الصحافة، بل وتصدر جميعها عن نفس الدار وهى دار ’’أكتب‘‘ لصاحبها الشاب يحيى هاشم، لا بل وتدور كلها حول المؤامرات التى تحاك لارتقاء عرش صاحبة الجلالة، فأى سحر هذا؟ ومن الساحر، أهى صاحبة الجلالة أم فتحى غانم؟!
ولكى تتضح الصورة التى أود نقلها لا مناص إذن من التنويه بالروايات الثلاث لنرى الوشيجة التى بينها، فكما سبق فى سالف السطور رواية ’’الواطى‘‘ للكاتب الصحفى محمد غزلان، وقبلها رواية الكاتب الشاب أيمن شوقى ’’أنثى من الكورنيش‘‘ وثالثة الروايات ’’العام الثالث‘‘ للصحفى والأديب الشاب فاروق الجمل.
أما عن سر الترتيب فسوف تعرفه فى قابل السطور، إذ تبدأ رواية ’’أنثى من الكورنيش‘‘ بصحفى شاب يبحث عن خبطة صحفية فى الوقت الذى يلمح فيه فتاة من فتيات الكورنيش وهى تتعرض للامتهان، ومن ثم يستعرض حال الوطن بعد أن أصبح مثل كورنيش كبير، وينتقل بالحدث لرئيس التحرير ’’مصطفى‘‘ بك وغرامياته ونزواته العاطفية والتى يسخرها لبلوغ أعلى المراتب، لتنتهى قصته بعد ذلك بخروجه بما يشبه الفضيحة فى حفل عام، ولكن جعبته لم تخل من ورقة أخيرة هى ابنته، ويبقى الكل فى حالة لا غالب ولا مغلوب.
أما فى رواية ’’الواطى‘‘ للكاتب الصحفى محمد غزلان فتبدأ الأحداث برئيس مؤسسة صحفية كبرى بعد خروجه منها، وما يتعرض له ’’فاروق عوض‘‘ للتجريح والهجوم ممن كانوا صنيعته، ولا غرو... فقد كان ينتقيهم على شاكلته دوما، وبنفس النظرة ولكن بعمق أكبر يدهشنا بحكايا بيت الرعب أى العلاقة المتبادلة بين السلطة الحاكمة والسلطة الرابعة، وللمفارقة تنتهى أحداث الرواية بحفل افتتاح لمؤسسته الصحفية ’’المستقلة‘‘ وتقف بالقارئ عند الوضع ’’باطا‘‘ على حد تعبير الشطرنجيين.
ونأتى للرواية الثالثة وهى ’’العام الثالث‘‘ لفاروق الجمل لنجدها أكثر حدة من سابقتيها، حيث تتناول رحلة صعود صاروخية لصحفى شاب على أعناق من آزروه ومن سخروا منه على حد سواء، لينتهى به الأمر للانتحار، وشخوص هذه الرواية وإن كشفت عورات المجتمع بعنف إلا أن ’’خالد ابراهيم‘‘ أى البطل كان هستيريا إلى حد ما فى ردود أفعاله وتحمل ملامحه ملامح البطل التراجيدى التقليدى، وفى هذا توفيق من الكاتب حيث برر بذلك نهايته المأساوية أى انتحاره بعد حساب عسير مع الذات، إذ أن مفارقة البطل بتكوينه وملامحه التقليدية لنسق الرواية غير التقليدى وشخصياتها غير التقليدية تجعل النهاية حتمية وياللعجب فى حفل عام؟!!
© 2008 سامية أبو زيد .. كاتبة مصرية
Design by Templates4all
Converted to Blogger Template by BloggerTricks.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق